Translate

مستقبل الصراع بين الحكومه السوريه وقسد




"مستقبل الصراع بين الحكومة السورية وقسد: التحديات، السيناريوهات، والتوازن المتهاوٍ"




بعد اتفاق مارس 2025 التاريخي بين الحكومة السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على دمج المؤسسات العسكرية والمدنية، يشهد الشمال الشرقي من سوريا مرحلة انتقالية هشة. بين تطبيق جزئي للاتفاق وتصاعد التوترات المتزايدة، يبرز سؤال تكمن أهميته في: ما هو مستقبل الصراع بين دمشق وقسد وسط هذا الواقع المتغير؟


أولاً: أبرز معالم الوضع الراهن

  • اتفاق الدمج والتبعات
    في 10 مارس 2025، وقّع الرئيس المؤقت أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي اتفاقًا لدمج قسد ضمن الدولة السورية، مع ضمانات لحقوق الأكراد، وعودة المفاصل الحيوية تحت السيطرة المركزية، من الحدود إلى حقول النفط.

  • تراجع العنف ولكن هشاشته واضحة
    منذ الاتفاق، انخفضت المواجهات القتالية بصورة كبيرة، وسُجِلت مستويات منخفضة من التصعيد في شمال سوريا. لكن استمرار التوترات السياسية آثارها ما زالت تهدّد استقرار المنطقة.

  • خلافات هيكلية حول الأداء والتنفيذ
    رغم التوقيع، لا زالت النقاط الخلافية قائمة، خصوصاً حول مدى اللامركزية، ووجوب دمج قسد بالكامل داخل الجيش أم إبقاء هيكلها العسكري قائماً.


ثانياً: القوى الفاعلة وتأثيراتها

اللاعب موقفه ودوره
الولايات المتحدة تدعم الاتفاق سياسيًا، وضغطها ساعد على التوقيع، لكنها تبدأ بسحب قواتها من شمال شرق سوريا.
تركيا من أشد المعارضين لوجود قسد العسكرية، وتضغط لإضعافها، وتدعو لدمجها أو تفكيكها.
الفصائل المتطرفة نشاطها مستمر ويمكن أن يعيد إشعال النزاع أو يشوّه مسار الاستقرار السياسي.
اللاعبون المحليون (أقليات ومكونات) يطالبون بالفدرالية والدستور الذي يكفل التنوع والتوزيع العادل للسلطة، مما يضيف بعدًا داخليًا معقدًا للملف.

ثالثاً: السيناريوهات المحتملة

  1. السيناريو المتفائل (الاندماج السلمي)
    استمرار التقدم في دمج مؤسسات قسد، وتطبيق بنّاء لمسألة الحكم المحلي، مع دعم دولي وتخفيف للضغط التركي، ما يعزز وحدة الدولة.

  2. السيناريو المتوسط (الاستقرار المشروط)
    تنفيذ جزئي للاتفاق، مع بقاء نفوذ قسد العسكري في مناطقها وفيظله السياسي، وتدهور مراقب لتطبيق السيادة، وسط مواجهات محلية متقطعة.

  3. السيناريو المتشائم (تصعيد جديد)
    فشل التفاوض، تصاعد العنف أو اعلان دولة إدارية “ضمن الدولة”، ما قد يؤدي إلى صراعات مباشرة أو تدخل عسكري خارجي إقليمي.


رابعاً: الخلاصة والتوصيات المستقبلية

بالرغم من التوقيع التاريخي في مارس، يبقى مستقبل العلاقة بين دمشق وقسد غير محسوم. نجاح الاتفاق يعتمد على التنفيذ الفعلي، توجيه ضغوط إقليمية، واندماج السوريين بمختلف مكوناتهم ضمن هوية وطنية جامعة.

توصيات استراتيجية:

  • تعزيز التمثيل السياسي للأكراد ضمن الحكومة.
  • إشراك الوساطة الغربية والتشبيك العربي لدعم الاستقرار.
  • مراقبة أداء المؤسسات المدنية والقضائية لضمان بناء دولة عادلة وفعالة.

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق