is-single

زيارة ترامب المرتقبة إلى دمشق: اتفاقيات كبرى قد تغيّر ملامح الشرق الأوسط

عاجل — ماذا يعني إعلان زيارة ترامب إلى دمشق وحزمة الاتفاقيات المزعومة؟

عاجل — تحليل معمق: ماذا يعني إعلان زيارة ترامب إلى دمشق وحزمة الاتفاقيات المزعومة؟

مقال تحليلي شامل

لقاء الرئيس السوري احمد الشرع والرئيس الامريكي دومالد ترامب
صوره تجمع الرئيس السوري احمد الشرع والرئيس الامريكي دونالد تراكب .

مقدمة

في سياق تحوّلات دبلوماسية مفاجئة شهدتها المنطقة، تصدرت أنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دمشق عناوين الأخبار، مصحوبة بمزاعم حول حزمة اتفاقيات كبرى قد تُعلن خلال الزيارة. تُشير هذه التقارير إلى بنود تشمل تفاهماً أمنياً مع إسرائيل، اتفاقاً أمنياً–عسكرياً بين واشنطن ودمشق، نقل القوات الأمريكية من مناطق سيطرة «قسد» إلى سلطة دمشق، واتفاقاً اقتصادياً واسعاً يتضمن إعفاءات جمركية وتسهيلات لإعادة الإعمار.

في هذا المقال سنعرض خلفية هذه الادعاءات، مستوى المصداقية، السيناريوهات الممكنة، والآثار المتوقعة على المنطقة داخلياً وإقليمياً.

الوقائع المؤكدة حتى الآن

قبل الخوض في التحليل يجب التفريق بين: (أ) بيانات رسمية موثقة، (ب) تقارير صحفية موثوقة، و(ج) تسريبات وتقديرات لم تُؤكد رسمياً. من بين الوقائع التي غطّاها الإعلام الدولي:

  • لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين أمريكيين وسوريين، بما في ذلك زيارة لرئيس الحكومة السورية إلى واشنطن.
  • خطوات إدارية لواشنطن لتخفيف مؤقت لبعض العقوبات على سوريا، وفق بيانات وزارة الخزانة ومتابعات إعلامية.
  • تقارير عن تحضيرات لإنشاء وجود عسكري أمريكي محدود في مطار أو قاعدة قرب دمشق بغرض المراقبة وتسهيل ترتيبات أمنية بين سوريا وإسرائيل.

مصادر إخبارية رئيسية تناولت هذه التطورات بتغطية مباشرة وأعدّت تقارير ميدانية وتحليلية (راجع الروابط في قسم المصادر أدناه). من بينها تقارير لرويترز، الجزيرة، وAP التي وثّقت اللقاءات وتبعاتها السياسية والاقتصادية.

سياق التحوّل: لماذا تُعاد قراءة العلاقة الأمريكية-السورية؟

عدة عوامل مترابطة تفسر محاولة واشنطن إعادة فتح قنوات مع دمشق:

  1. تغيرات داخلية في سوريا — المشهد السياسي السوري شهد تغيّرات مهمة فرضت إعادة تقييم خارجي، وهو ما فتح مجالاً لتمهيد علاقات جديدة بأهداف أمنية وسياسية.
  2. الأولوية المعلنة لمكافحة الإرهاب — محاربة تنظيمات مثل «داعش» تبقى أولوية للولايات المتحدة وحلفائها، وقد تفسر محاولات دمج دمشق في آليات تعاون أوسع تتعلق بالأمن ومكافحة التنظيمات الجهادية.
  3. الضغوط الإقليمية والتوازنات الدولية — أي اتفاق بين واشنطن ودمشق سيقارب مصالح أطراف إقليمية فاعلة (روسيا وإيران) وبالتالي يتطلب تفاهمات إقليمية أو تنازلات.

تحليل البنود الأربعة المبلغ عنها

1 — تفاهم أمني مع إسرائيل يعيد الوضع إلى ما قبل "التحرير"

المقصود غالباً وضع ترتيبات أمنية على الحدود تضمن لدى إسرائيل مستوى من الضمان يمنع إنشاء قواعد أو حضور فاعلين مسيئين قرب حدودها. تقارير عدة أشارت إلى أن واشنطن تسعى لوساطة لتقديم ضمانات أمنية تلائم تل أبيب بينما تستعيد دمشق سلطتها على مساحات كانت خارجة عن سيطرتها. لكن هذا يتطلب آليات مراقبة وشفافية تكنولوجية (طائرات مراقبة، نقاط مراقبة مشتركة) قد تظل محل تفاوض طويل. (راجع تقرير رويترز وتغطية تايم وآخرين في قسم المصادر).

2 — اتفاق أمني–عسكري مشترك بين واشنطن ودمشق

شكل هذا الاتفاق قد يتراوح بين تبادل معلومات استخباراتية وتنسيق محدود للقوات، وصولاً إلى قواعد مراقبة مشتركة. مثل هذا المسار استثنائي تاريخياً؛ إذ أن القانون والسياسة الأمريكية عادةً ما تربط إعادة العلاقات بحزمة شروط سياسية وحقوقية. علاوة على ذلك، سيكون لروسيا وإيران مواقف قوية تجاه أي وجود أمريكي موسع على الأرض السورية.

3 — انتقال القوات الأمريكية من مناطق قسد إلى سلطة دمشق

نقلاً أو إعادة تموضع للقوات الأمريكية في شمال وشرق سوريا يطرح قضايا أمنية داخلية حسّاسة، خصوصاً بالنسبة للقوى الكردية (قسد) التي بنت مكتسبات محلية. أي انتقال من هذا النوع يستلزم ترتيبات ضمان وحماية لحقوق المجتمعات المحلية وإدماج يمكن أن يكون مدعوماً بضمانات دولية.

4 — اتفاق اقتصادي شامل مع إعفاءات جمركية

تخفيف عقوبات اقتصادي مرحلي أو إعفاءات مخصصة لقطاعات إعادة الإعمار من شأنها أن تفتح الباب أمام مشاريع بنى تحتية واستثمارات أجنبية. لكن رفع عقوبات شامل يتطلب إجراءات قانونية وسياسية داخل الولايات المتحدة ويواجه مقاومات من برلمانيين ومنظمات حقوقية تطالب بمعايير محاسبة وشفافية.

أطراف معنية وتأثيراتها المتوقعة

ستتأثر مجموعات فاعلة محلياً وإقليمياً:

  • إسرائيل: ستبحث ضمانات صارمة لسلامتها على الحدود.
  • قوات سوريا الديمقراطية (قسد): قد تفقد بعضاً من مكتسباتها ما لم تُقدَّم لها ضمانات سياسية وأمنية.
  • روسيا وإيران: لديهما مصالح استراتيجية في سوريا، وأي تحول أمريكي-سوري يحتاج مراعاة أو تفاهمات مع هذين اللاعبَين.
  • المانحون الدوليون والمؤسسات المالية: قد تشترط معايير لمحاربة الفساد وضمان توزيع عادل لمشروعات إعادة الإعمار.

سيناريوهات محتملة

منطقياً هناك ثلاثة مسارات محتملة:

  1. مسار متدرج ومحكوم بشروط: ترتيبات مراقبة وأمنية مؤقتة، إعفاءات عقابية مرحلية، ومحادثات تقنية لدمج بعض الهياكل المحلية.
  2. مسار مفاجئ وعالي التأثير: إعلان سريع عن اتفاق شامل ورفع جزئي أو كبير للعقوبات ووجود أمريكي رسمي في مواقع سورية — سيناريو يغيّر موازين القوى لكن يتطلب تنازلات إقليمية كبرى.
  3. انهيار المفاوضات: استئناف سياسات ضغط وعقوبات وتصعيد دبلوماسي إذا لم تُحسَم الخلافات التقنية أو الأمنية.

التداعيات على المدنيين والاقتصاد

اقتصادياً: تخفيف العقوبات وتدفق استثمارات موجهة لإعادة الإعمار قد يخلق فرص عمل ويعيد نشاطاً اقتصادياً، لكن توزيع الفوائد سيكون سياسياً وحساساً وقد يواجه مشكلات فساد إن لم تُرافقه آليات إشراف دولية.

إنسانياً: عودة اللاجئين تعتمد على ضمانات أمنية وخدمات عامة فعّالة. أي اتفاق يتجاهل العدالة الانتقالية وحقوق المجتمعات المحلية قد يولد مقاومة داخلية.

أمنياً: إعادة نشر القوات ودمج التشكيلات المحلية قد يؤدي إلى احتكاكات ما لم تتوافر آليات مراقبة دولية ووسائل حماية للمدنيين.

تقييم المصداقية

الآثار الواقعية للتقارير تبدو قائمة: هناك زيارات وقنوات دبلوماسية فعلية، وتخفيفات إدارية لعقوبات بشكل مرحلي. ومع ذلك، تفاصيل البنود الأربعة وطابعها النهائي يظل رهين جولات تفاوض فنية وسياسية. صيغٌ مثل "حزمة اتفاقيات كبرى" قد تعبّر عن نوايا وطموحات لكنها ليست بالضرورة نصوصًا مُلزِمة قابلة للتنفيذ فوراً.

خلاصة وتوصيات للمتابعة

ما يجري هو محاولة لإعادة تشكيل جزئي للمشهد الإقليمي السوري، ولا بد من متابعة الوثائق والبيانات الرسمية، وقراءة تحركات التنفيذ الميداني (نقل قوات، إعادة فتح قواعد، نصوص اتفاق). على المانحين والدول الداعمة مطالبة بربط الدعم بمقاييس شفافية وحقوقية واضحة.

المقال السابق

Translate

الأكثر مشاهدة