الولايات المتحدة تخطط لإنشاء وجود عسكري في دمشق لدعم اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل
الولايات المتحدة تُخطط لوجود عسكري في دمشق لدعم اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل
تقرير عاجل نقلته وكالة رويترز عن ستة مصادر مطّلعة
خلفية الخبر وأهميته الاستراتيجية
كشفت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة تستعدّ لإنشاء وجود عسكري في قاعدة جوية داخل العاصمة السورية دمشق، وذلك في إطار مساعٍ أميركية لتمكين اتفاق أمني تتوسط فيه واشنطن بين سوريا وإسرائيل. 0
وتُعدّ هذه الخطوة مؤشّراً على ما يمكن اعتباره إعادة تنظيم استراتيجية الولايات المتحدة تجاه سوريا والمنطقة، بعد تغيّرات دراماتيكية شهدتها دمشق وما حولها. بحسب المصادر، فإن وجود القاعدة يُعدّ علامة بارزة على تحوّل محتمل في تحالفات دمشق تجاه واشنطن. 1
في الوقت نفسه، يأتي ذلك فيما تواصل الولايات المتحدة إعادة ترتيب قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، أعلنت في منتصف 2025 أنها ستقليص عدد قواعدها في سوريا إلى قاعدة واحدة فقط، بعد أن كانت تشغل ما يصل إلى ثمانية مواقع. 2
تفاصيل الخطة الأميركية
- القاعدة المنوي إنشاء وجود أميركي فيها تقع «عند مدخل أجزاء من جنوبي سوريا»، وستشكل — بحسب المصادر — منطقة منزوعة السلاح ضمن الاتفاق المحتمل بين سوريا وإسرائيل. 3
- تخطّط الولايات المتحدة لاستخدام المنشأة لأغراض لوجستية، مراقبة، إعادة التزوّد بالوقود، وعمليات إنسانية، مع الاحتفاظ بسوريا بسلطة السيادة الكاملة على المنشأة. 4
- خلال الشهرين الماضيين، سرّع البنتاغون خططه وأجرى عدداً من مهام استطلاعية في القاعدة، وأظهرت تلك المهام أن مدرج القاعدة الطويل جاهز للاستخدام الفوري. 6
- ناقشت المحادثات الفنية بين الولايات المتحدة وسوريا هذه التفاصيل، بما في ذلك استخدام المنشأة ولوجستياتها وتنقّلات طائرات أميركية – بحسب المصادر السورية والعسكرية. 7
- تمّت مناقشة الحِركة خلال زيارة قام بها الأميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، إلى دمشق في 12 من أيلول (سبتمبر) الماضي. 9
الهدف من الاتفاق بين سوريا وإسرائيل والدور الأميركي
أحد الأهداف المرجوّة من هذا التحرك هو مراقبة وتنفيذ اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، تُ الوساطة الأميركية عاملاً رئيسياً فيه. 10
وتشير تحليلات إلى أن الاتفاق المقترح قد يُنشئ منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، على امتداد الحدود مع إسرائيل، ما يوفّر لإسرائيل «وسادة أمنية» من جهة، ولدمشق محفّزاً لإعادة ترتيب علاقاتها. 11
كما يُعدّ الموقع المقترَح للقاعدة الأميركية مهماً من الناحية الاستراتيجية: يقع عند بوّابة جنوب سوريا، ما يمكّن من مراقبة التفاوُض الجغرافي والأمني حول المنطقة الحدودية المحتملة. 12
ردود الفعل والإشكاليات المحتملة
حتى الآن، لم تؤكّد السلطات الأميركية أو السورية رسمياً هذا التواجد المقترح. وقد جاء ذلك في وقت تشهد فيه سوريا تغيّرات عميقة في بنيتها السياسية والعسكرية بعد سقوط النظام السابق. 13
من جهة أخرى، يُثير هذا التوجّه تساؤلات حول سيادة السياسات السورية، حيث إنّ أحد النصوص المتداولة في الدراسات يرى أن المقترح الإسرائيلي للفصل العسكري في جنوب سوريا يمثل «تهديداً لوحدة سوريا وسِيادتها» ما لم يُصمّم بعناية ويُتمعّن فيه. 14
كما أن التحوّل المحتمل في العلاقة بين واشنطن ودمشق قد يُؤثّر على مشهد القوى الإقليمي، خصوصاً مع تراجع أدوار روسيا وإيران في الملف السوري. ووفقاً لمصادر، فإن الولايات المتحدة تراقب مناطق النفوذ الإيرانية في سوريا وتعيد صياغة حضورها العسكري. 15
آفاق التنفيذ والزمن المُحتَمل
وفقاً لمصادر رويترز، تمارس واشنطن ضُغوطاً على دمشق لإنهاء الاتفاق قبل نهاية العام وربّما قبل زيارة الرئيس السوري إلى واشنطن. 16
كما أنّ التوقيت يُشير إلى سعي أميركي لتثبيت معالم هذا الاتفاق بسرعة، في وقت يتغيّر فيه المشهد السوري الداخلي ويُصار إلى إعادة ترتيب علاقات الدولة السورية مع جيرانها والولايات المتحدة. 17
