اتفاق سوري إسرائيلي جديد برعاية أمريكية: تواجد مشترك في جبل الشيخ وتعهّدات تخصّ السويداء
المفاوضات السورية-الإسرائيلية: هل نعود إلى اتفاق 1974 مع تعديلات طفيفة؟
تاريخ النشر: تحديث مستمر مع الأخبار حتى تاريخ نشر المقال - مصادر: رويترز، العربية/الحدث، i24news، هيريتج ودوريات أخرى.
مقدمة سريعة: ما الذي تغيّر؟
أعلنت تقارير إعلامية ومصادر إسرائيلية أن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا — بوساطة أميركية — تقترب من إبرام اتفاق أمني محدود يشبه إلى حدّ كبير اتفاقية فصل القوات بين الدولةين عام 1974 مع "تعديلات طفيفة". هذا الطرح يضع في قلبه آليات مراقبة مشتركة ومسارات للتنسيق الأمني حول مرتفعات جبل الشيخ والمنطقة الجنوبية من سوريا. 0
ما بنود الاتفاق المقترح بحسب المصادر؟
وفق ما نقلته وسائل إعلامية عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر مقربة من المفاوضات، النقاط الجوهرية المتداولة تشمل:
- استعادة عناصر من بنود اتفاق 1974 لفرض منطقة منزوعة السلاح أو تفاهم لتقليل التوتر، مع تعديلات تشغيلية. 1
- وجود مراقبة/تواجد مشترك إسـرائيلي-أميركي-سوري عند نقاط محددة مثل جبل الشيخ (هرمون) لفترات زمنية متفق عليها، ووجود لجنة أمنية ثلاثية لمتابعة التطورات الحدودية. 2
- تعهدات سورية أمام واشنطن فيما يتعلق بتأمين المحافظة الدرزية في السويداء ومنع أي مساس بالطوائف المحلية، وضمان وصول مساعدات ووظائف وبنى تحتية بحسب ما نقلته تقارير. 3
- نقاش حول "ممرات إنسانية" — إسرائيل أكدت بحسب مصادر أنها لا ترى ممرًا مباشراً من إسرائيل للسويداء، وأن أي ممر إنساني سيكون عبر دمشق وبالتنسيق الأميركي. 4
من المهم التأكيد أن هذه بنود عرضية وغير نهائية؛ التفاوض لا يزال قائماً وقد تتبدّل الصياغات السياسية والعسكرية حتى إقرار أي تفاهم رسمي. 5
لماذا يشبهون الاتفاق اتفاق 1974؟ ولماذا هذا مهم؟
اتفاقية فك الارتباط عام 1974 بعد حرب 1973 حدّدت خطوط فصل مؤقتة ومنطقة عازلة ومجمل آليات رقابة حدّ من التصعيد. تشبيه الاتفاق الحالي ب1974 يعني أن الهدف هو «تخفيف التوتر الأمني» وليس تطبيع كامل أو حلّ كل القضايا الخلافية (مثل الجولان مثلاً). هذا يضع حدوداً لتوقعات الجمهور: أُفق الاتفاق قد يكون أمنيًا تقنيًا بامتياز لا سياسياً شاملاً. 6
دور الولايات المتحدة: وسيط أم لاعب؟
واشنطن تظهر كلاعب محوري في الدفع نحو تفاهم أمني جنوبي سوريا كجزء من استراتيجية أوسع لاحتواء التصعيد وتقليل النفوذ الإيراني في الجنوب. واشنطن بحسب المصادر أبلغت الطرفين بسعيها لحسم "ملف الجنوب" وتهيئة أرضية لوقف الغارات والاشتباكات، واستخدمت ضغوط دبلوماسية على دمشق لتقديم تعهدات تتعلق بحقوق الأقلّيات وإدارة الممرات الإنسانية. 7
قضايا شائكة/عالقة
هناك عدة نقاط قد تعقّد إنجاز اتفاق نهائي أو تجعل تنفيذه هشاً:
- قضية الجولان: لم تتضح النية بشأنها، وجميع التقارير تؤكد أنها خارج إطار هذا الاتفاق الحالي. أي تنازل عن الجولان سيبقى مطباً سياسياً خطيراً للطرفين. 8
- الحدود العسكرية والوجود على الأرض: مسألة تواجد إسرائلي فعلي داخل حدود متنازع عليها تثير حساسية كبيرة في دمشق والشارع السوري، وتستلزم ضمانات دولية وربما دور أممي لمراقبة تنفيذ أي بنود. 9
- الضمانات لحقوق الأقليات: وخصوصاً ملف الدروز في السويداء الذي أثار قلقاً أميركياً وإسرائيلياً بحسب ما نُقل. أي اتفاق دون آليات واضحة لحماية المدنيين سيكون هشّاً أمام اندلاع حوادث جديدة. 10
- الثقة المتبادلة: غياب الثقة بين الأطراف (نتيجة الضربات، العمليات الاستخباراتية، وتاريخ طويل من العداء) يجعل التنفيذ العملي أمراً معقّداً ويتطلّب آليات قابلة للتحقق الدولي. 11
سيناريوهات محتملة ومخاطر
يمكن تلخيص السيناريوهات المتوقعة في ثلاث مسارات:
- الاتفاق المتدرّج (الأرجح): تفاهم أمني محدود يوقف بعض العمليات، يحدد نقاط مراقبة مشتركة ويقدّم مساعدات إنسانية للجنوب مقابل قيود على تحركات عسكرية ثقيلة. هذا المسار يتوافق مع ما ذكرته تقارير عديدة. 12
- الانسداد والتجمّد: تعثّر محادثات بسبب خلافات حول التفاصيل، خاصة جبل الشيخ والجولان، أو تغيّر في موازين القوى الإقليمية. حينها قد يعود المشهد إلى حالة توتر متقطّعة. 13
- اتفاق أوسع مع ضغوط دولية: احتمال أقلّ، لكنه ليس صفراً — إذ قد تقترن خطوات أمنية بمبادرات اقتصادية لإعادة إعمار أو استثمارات مشروطة بالتزام دمشق ببنود محددة. 14
المخاطر الرئيسة تشمل انهيار الاتفاق بفعل حادث عسكري مفاجئ، أو تدخل فاعل ثالث (إقليمي أو ميليشياوي) يعرقل التنفيذ، أو تغيّر سياسي مفاجئ في تل أبيب أو واشنطن يبدّل أولويات الالتزام. 15
كيف يؤثر هذا على المدنيين في الجنوب السوري (وخاصة السويداء)؟
إذا نفّذ الاتفاق فعلاً جوانب التهدئة والمساعدات، فهناك فرصة لعودة بعض الخدمات، فتح طرق إمداد إنسانية، وتخفيف مخاوف المجتمعات المحلية من الانفلات الأمني. لكن أي اتفاق لا يرافقه رقابة فعالة وآليات محاسبة قد يكون ناقص الفاعلية. أهم ما ذكره المبعوثون هو أن أي ممر إنساني سيكون عبر دمشق وبآلية أميركية، وليس عبر إسرائيل مباشرة، ما يضع مسؤولية تنفيذية على الحكومة المركزية السورية. 16
ردود الفعل الإقليمية والدولية المتوقعة
ردود الفعل ستختلف: دول غربية ومنطقة داعمة للفكرة قد ترى في الاتفاق سبيلاً لخفض التوتر؛ بينما فاعلين إقليميين (روسيا، إيران، تركيا) سيراجعون مصالحهم بحسب ما إذا كان الاتفاق يضعف أو يقوّي نفوذهم في الجنوب السوري. روسيا قد تسعى لضمان مكانتها في أي آلية مراقبة، وإيران ستقيّم تأثير الاتفاق على مواقعها وامتدادات نفوذها. 17
خلاصة سريعة مع نقاط عملية للقارئ
الخلاصة: ما يتم التداول حوله اليوم هو اتفاق أمني محدود يهدف إلى إعادة ضبط التوتر على خط الجبهة الجنوبية يشبه اتفاقية 1974 من حيث الهدف العام (فكّ الاحتكاك) لكنه قد يحتوي آليات جديدة مثل لجنة أمنية ثلاثية وتواجد مراقبة مشترك عند نقاط استراتيجية مثل جبل الشيخ. التفاصيل التنفيذية والضمانات ستكون المحدد الحقيقي لنجاح أي تفاهم. 18
نصيحة للقارئ: راقب المصادر الموثوقة (رويترز، العربية، i24news، وكالات الأنباء الدولية)؛ وتوخّى الحذر من الأخبار غير المؤكدة أو التي تنقل تحليلات سياسية حزبية. الأحداث قد تتغير بسرعة لذا متابعة تحديثات المصادر الرسمية والبيانات الدبلوماسية ستعطي صورة أوضح. 19
