"فضيحة الدولار الواحد: كيف باع نظام الأسد سفن الدولة السورية لشركات وهمية في جزر سيشل؟"
🚢 كيف باع نظام الأسد سفن الدولة بدولار واحد؟
تحقيق خاص – سراج / OCCRP
في واحدة من أغرب عمليات بيع الأصول الحكومية في الشرق الأوسط، تكشف وثائق حصرية حصلت عليها منصة سراج بالتعاون مع OCCRP عن بيع نظام الأسد ثلاث سفن شحن مملوكة للدولة السورية مقابل دولار أمريكي واحد فقط لكل سفينة خلال عام 2023.
السفن المعنية هي: «فينيقيا»، «لاوديسيا»، و«سوريا» – التي كانت تُعتبر جزءًا من أسطول النقل البحري السوري المملوك للحكومة، قبل أن تتحول إلى أصول غامضة تُدار من خارج الدفاتر الرسمية.

🧾 وثائق البيع: دولار واحد للسفينة!
وفق العقود التي تم الحصول عليها، بيعت السفينتان «فينيقيا» و«لاوديسيا» لشركة أوفشور مسجّلة في جزر سيشل تُدعى الهدى القابضة (Al Huda Holding) مقابل دولار أمريكي واحد فقط لكل سفينة، وذلك تحت إشراف مدير عام الشركة الحكومية للنقل البحري آنذاك.
تُظهر الفواتير الرسمية الممهورة بالأختام والتواقيع (كما في الصور أعلاه) أن الصفقة تمت بغطاء قانوني ظاهري، لكن من دون أي تبرير اقتصادي أو شفاف يوضح سبب بيع أصول تقدر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات بثمن رمزي.
⚓ انتقال غامض وتغيير الهوية
بعد عملية البيع، غيّرت السفن أسماءها وأعلامها مراتٍ عدة، كما أُوقف نظام التتبّع البحري AIS لتجنب الرصد الدولي. وقد أُدرجت تلك السفن ضمن ما يُعرف بـ أسطول الظل، وهو مجموعة من السفن التي تعمل بسرّية لنقل النفط أو الحبوب من مناطق النزاع دون تتبع.
تحليل بيانات تتبع السفن وصور الأقمار الصناعية كشف أن السفن الثلاث رُصدت بين موانئ اللاذقية، سيفاستوبول (القرم)، الإسكندرية، ومضيق البوسفور، تحت أعلام مختلفة وشركات تشغيل متبدّلة.
👤 من يقف وراء الصفقة؟
تُظهر السجلات أن مدير شركة «الهدى القابضة» أثناء الصفقة هو علي محمد ديب، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع شبكة واجهات اقتصادية تابعة للنظام السوري. وتشير الوثائق إلى أن إدارة السفن لاحقًا انتقلت إلى شركات مرتبطة برجل الأعمال طاهر كيالي، الذي يخضع لعقوبات أمريكية وأوروبية وبريطانية بتهمة الاتجار بالكبتاغون وتمويل النظام.
🌍 من الدولة إلى الظل
يقول أحد الخبراء البحريين لـ «سراج» إن هذه الخطوة تمثل نموذجًا لتفكيك أصول الدولة السورية ونقلها إلى شركات واجهة تُستخدم لاحقًا في أنشطة التهريب والالتفاف على العقوبات الدولية.
ويوضح الخبير أن بيع السفن "بدولار واحد" ليس سوى إجراء شكلي لإضفاء طابع قانوني على عملية نقل الملكية إلى أطراف خاضعة لسيطرة رجال أعمال محسوبين على النظام.
📡 تتبّع الأقمار الصناعية
عبر تحليل صور الأقمار الصناعية، تمكن الباحثون من تحديد مواقع السفن خلال فترات زمنية مختلفة، لتُرصد جميعها وهي تعبر البحر الأسود متجهة نحو الموانئ الروسية، ومنها إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط، محملة أحيانًا بـ حبوب يُعتقد أنها من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
❓ سؤال وجواب:
س: لماذا يبيع نظام الأسد سفن الدولة بدولار واحد؟
ج: الهدف الظاهر هو "نقل الملكية لأغراض تشغيلية"، لكن المعنى الحقيقي هو التهرب من العقوبات الدولية عبر تسجيل السفن تحت أسماء شركات أوفشور لا تخضع للرقابة المباشرة، ما يسمح باستخدامها في أنشطة تجارية مشبوهة.
س: ما علاقة هذه السفن بأسطول الظل الروسي؟
ج: تشير البيانات إلى أن السفن السورية الثلاث أصبحت جزءًا من أسطول الظل المستخدم لنقل الحبوب والنفط من المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، ما يجعلها جزءًا من شبكة أوسع للالتفاف على العقوبات الغربية.
📚 المصادر المرجعية:
- منصة سراج للتحقيقات الاستقصائية.
- مشروع تتبع الجريمة المنظمة والفساد OCCRP.
- تحليل بيانات AIS وصور الأقمار الصناعية التجارية (2023-2024).
📈 الخلاصة:
بيع سفن الدولة السورية بدولار واحد ليس مجرد فضيحة مالية، بل دليل على نظام اقتصادي موازٍ يعمل في الظل لتأمين مصالح شبكة ضيقة من رجال السلطة ورجال الأعمال المقربين. هذا التحقيق يكشف جانبًا مظلمًا من الطريقة التي تُدار بها أصول الدولة في سوريا اليوم.
التحقيق الكامل: اقرأ عبر هذا الرابط
#نظام_الأسد #الفساد_في_سوريا #OCCRP #سراج #فينيقيا #لاوديسيا #سوريا #الهدى_القابضة #طاهر_كيالي #الكبتاغون #أسطول_الظل #تهريب_الحبوب #الاقتصاد_السوري #بيع_السفن_السورية #تحقيق_استقصائي #سوريا_2025