نهاية العالم في المعتقد اليهودي: الهيكل الثالث، البقرة الحمراء، وأسطورة الدجال
نهاية العالم في المعتقد اليهودي: الهيكل الثالث، البقرة الحمراء وأرميلوس
مقدمة
في اليهودية التقليدية لا يُفهم مفهوم نهاية العالم على أنه فناء كوني، بل كتحول تاريخي وفتح لحقبة جديدة تُعرف باسم عصر المسيا أو أواخر الأيام (Aḥarit Ha-Yamim). تشمل هذه الرؤية مجيء مسيّا من نسج التقاليد، قيام حكم عادل، وقيامة الأموات. في بعض الروايات الشعبية والنقاشات السياسية والدينية يربط البعض بين ذلك وبموضوعات مثل إعادة بناء الهيكل أو طقوس مرتبطة بالبقرة الحمراء، لكن من المهم الفصل بين النصوص الدينية والتفسيرات السياسية أو الحركية.
1. دور الهيكل وهدمه في الرؤية اليهودية
هيكل سليمان (الهيكل الأول) بُني تقليديًا في عهد الملك سليمان وكان مركز العبادة. دُمر في أواخر القرن السادس قبل الميلاد على يد البابليين. أعيد لاحقًا بناء «الهيكل الثاني» فِي القرن السادس قبل الميلاد ثم دُمّر على يد الرومان في سنة 70م.
اليوم، هنالك اعتبارات دينية وسياسية متناقضة حول الهيكل الثالث—فبينما يرى كثير من اليهود الدينيين أن بنائه سيكون حدثًا موعودًا مرتبطًا بعصر المسيا، ترى جهات أخرى أن أي حديث عن تغيير الوضع القائم عند الحرم القدسي/المسجد الأقصى يُعدّ قضية سياسية ودينية حساسة جدًا ومثار خلاف.
2. البقرة الحمراء (Red Heifer) ودورها الرمزي
تتحدث التوراة (سفر العدد 19) عن طقس تطهير يتضمن البقرة الحمراء (red heifer) واستخدام رمادها في طقوس تطهير. بعض الجماعات الدينية تعتبر العثور على بقرة حمراء بدون عيب من علامات قرب إعادة إحياء الطقوس المعبدية أو الاستعداد لبناء هيكل جديد، بينما يراها علماء آخرون نصًا طقسيًا في سياقه التاريخي دون قراءة سياسية بالضرورة.
3. أرميلوس والدور الأسطوري للشر في نهاية الزمان
لا يرد في النصوص اليهودية التقليدية مفهوم اسمَي مماثل للدجال الإسلامي أو المسيحي بشكل حرفي، لكن التقاليد اللاحقة والكتابات الباطنية والنصوص شبه-نبؤية تذكر شخصيات شريرة تؤدي دور العدو في نهاية الأزمنة. من تلك الشخصيات أرميلوس (Armilus) الذي تصفه بعض المصادر كقوة معادية تظهر قبل مجيء المسيا وتُهزم في النهاية. النصوص التي تذكر أرميلوس جزء من طبقات تأويلية متأخرة وليست جزءًا من العقيدة التوراتية الأساسية.
4. الجوانب السياسية والاجتماعية: المسجد الأقصى وقضية الموقع
هناك فرق واضح يجب الإشارة إليه بين:
- النص الديني والتقاليد الروحية داخل اليهودية.
- مواقف جماعات أو تيارات سياسية أو دينية صغيرة تسعى لتغيير الواقع الميداني في القدس.
الحديث عن «هدم المسجد الأقصى» بوصفه هدفًا عامًا لليهود ككل هو تعميم خاطئ ومضلّل ويصنّف كاتهام جماعي لطائفة محمية دينيًا. الواقع أن ملف الأماكن المقدسة في القدس قضية حساسة للغاية وتشمل تداخلًا دينياً، تاريخياً، وقانونياً، ومصدراً للخلاف السياسي والدبلوماسي بين أطراف متعددة.
خاتمة
المعتقد اليهودي بشأن أواخر الأيام يتألف من مزيج نصوصي وتفسيرية: انتظار عصر المسيا، تردد نصوص عن الهيكل والطقوس المرافقة، وظهور روايات لاحقة حول قوى شريرة مثل أرميلوس. أي نقاش عن هدم أو بناء في مناطق ذات حساسية دينية يجب أن يعالج بحذر: فهناك فرق بين التفسير الديني، والطموحات السياسية العينية لجماعات صغيرة، والواقع القانوني والدولي الذي يمنع تبسيط القضايا وتعميم الاتهامات على مجموعات دينية بأكملها.
نهاية العالم في المعتقد اليهودي، هيكل سليمان، الهيكل الثالث، البقرة الحمراء، أرميلوس، عصر المسيا، إعادة بناء الهيكل، هدم المسجد الأقصى (قضية جدلية)، طقوس يهودية
المصادر والمراجع الموصى بها
- Jewish Eschatology – Wikipedia
- Messiah in Judaism – Wikipedia
- The End of Days – Chabad
- End Time Prophecy – Messianic Bible
- Solomon’s Temple – Britannica
- Armilus – Britannica
- Second Temple Judaism – Bart Ehrman
- The Temple Institute – Red Heifer (مؤسسة تهتم بموضوعات متعلقة بالهيكل، وهي مرجع مهم لفهم مواقف طوائف معيّنة)
ملاحظة: إن لمحتَ تضمين اقتباسات مباشرة من نصوص التوراة أو تفسير التلمود أو مقاطع بلغات أخرى أو إضافة هوامش مرجعية مطوّلة — أستطيع إعداد نسخة مطوّلة مع حواشي وروابط قابلة للنقر لقراء أعمق.