الحرب في سوريا بين الواقع الطائفي وتحديات إعادة بناء الدولة
الأزمة السورية: بين الواقع الطائفي وخطاب أحمد الشرع حول السويداء
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، دفع المجتمع السني الثمن الأكبر من الخسائر البشرية والمادية. تشير تقديرات إلى أن ما يزيد عن 90% من الضحايا والمهجرين هم من أبناء السنة، وهو ما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول أحقية الأغلبية في المشاركة الحقيقية بصياغة مستقبل سوريا، بعد عقود من حكم حزب البعث وتحالفاته الطائفية.
السويداء وموقف الحياد
حافظت محافظة السويداء على حياد نسبي خلال سنوات الحرب، وهو ما فسّره مراقبون بأنه نتيجة حسابات إقليمية معقدة، وارتباطات غير مباشرة بقوى خارجية. لكن مع تصاعد الاحتجاجات الأخيرة ومطالبة بعض المجموعات بحق تقرير المصير، عاد الملف السويدائي إلى الواجهة، وسط اتهامات بتحالف بعض القيادات المحلية مع أطراف خارجية أو ضباط سابقين في النظام.
خطاب أحمد الشرع وتحليله
ألقى الرئيس أحمد الشرع خطاباً اليوم تناول فيه الوضع في السويداء. ركّز حديثه على ضرورة رفض أي مشاريع تقسيم أو نزعات انفصالية، مؤكداً أن سوريا دولة واحدة لا تقبل التجزئة. كما حمّل إسرائيل مسؤولية محاولة تأجيج التوترات في الجنوب السوري، معتبراً أن تدخلها يسعى لزعزعة استقرار المنطقة.
تحليل الخطاب: ركز الشرع على الخطاب الوطني الجامع أكثر من الدخول في تفاصيل الانتهاكات المحلية. حاول امتصاص غضب الشارع عبر الدعوة إلى الوحدة الوطنية، لكنه لم يقدّم خطة عملية لمحاسبة المتسببين في أعمال العنف الأخيرة. كما اعتمد على توجيه الاتهامات للخارج لتوحيد الداخل خلف الدولة.
التحديات أمام الدولة السورية
- تحقيق عدالة انتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
- إعادة بناء المدن المدمرة وتعويض المتضررين.
- صياغة عقد اجتماعي جديد قائم على المواطنة المتساوية.
- رفض أي مشاريع تقسيم أو ارتهان للخارج.
خاتمة
الأزمة السورية لم تعد محصورة في صراع سياسي فقط، بل تحولت إلى أزمة مجتمعية طائفية ومعيشية. ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً في بناء وطن جامع يقوم على العدالة والحرية والمساواة، بعيداً عن الحسابات الطائفية والتدخلات الأجنبية.
المصادر: تصريح أحمد الشرع - khaleejtimes | الاحتجاجات في السويداء - newarab