بنك الحبوب السوري: كنز الأمن الغذائي قبل وبعد الحرب
بنك الحبوب السوري: كنز الأمن الغذائي قبل وبعد الحرب
يُعد بنك الحبوب السوري أحد أهم المشاريع الزراعية الاستراتيجية في البلاد، إذ كان قبل الحرب السورية مركزاً لحفظ وإكثار البذور المحلية والأصناف النادرة، مما ساهم في حماية التنوع البيولوجي الزراعي وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
نشأة بنك الحبوب السوري ودوره قبل الحرب
تأسس البنك في إطار مشروع إقليمي بالتعاون مع المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، وكان مقره الرئيسي في منطقة تل حدية بمحافظة حلب. قبل عام 2011، كان يضم أكثر من 135 ألف عينة من البذور تشمل القمح، الشعير، العدس، الحمص، الفول، الذرة، وأنواع نادرة من النباتات الطبية والعطرية.
أنواع الحبوب المخزنة وأهميتها
1- القمح
القمح السوري يُعتبر من أقدم وأجود أنواع القمح في العالم، يتميز بصلابته وجودة بروتينه، ويستخدم لإنتاج الخبز والبرغل والسميد. قبل الحرب، كانت سوريا مكتفية ذاتياً من القمح بل وتصدّر الفائض.
2- الشعير
من أهم المحاصيل العلفية والغذائية، يتحمل الجفاف ويستخدم في تغذية المواشي وصناعة المشروبات.
3- العدس
غني بالبروتين والألياف، وهو مصدر غذائي أساسي في المطبخ السوري، يزرع في مناطق متعددة ويتميز بجودته العالية.
4- الحمص
المكون الرئيسي للحمص والفلافل، مصدر بروتين نباتي عالي الجودة.
5- الفول
يستهلك في أطباق الإفطار التقليدية وله قيمة غذائية عالية.
6- الذرة
تستخدم كغذاء للإنسان والحيوان، ولها دور مهم في الصناعات الغذائية.
تأثير الحرب على بنك الحبوب
أدت الحرب السورية إلى تدمير جزء كبير من بنك الحبوب في تل حدية عام 2012، وضياع العديد من العينات النادرة. ومع ذلك، كانت هناك نسخ احتياطية محفوظة في قبو سفالبارد العالمي للبذور في النرويج، مما سمح بإعادة بعض الأصناف لاحقاً.
جهود إعادة الإعمار
تعمل الحكومة السورية بالتعاون مع المنظمات الدولية على إعادة بناء بنك الحبوب، مع تحديث أنظمة التخزين بالتبريد والتحكم البيئي، وإطلاق برامج لإكثار البذور وإعادة توزيعها على المزارعين.
فيديو توثيقي عن بنك الحبوب السوري
أهمية البذور في الأمن الغذائي
البذور هي الأساس الذي تقوم عليه الزراعة، وحفظها يعني حفظ القدرة على إنتاج الغذاء مهما كانت التحديات البيئية أو السياسية. بدون بذور محلية مقاومة للأمراض والجفاف، تصبح البلاد عرضة لفقدان استقلالها الغذائي.