لماذا زار الرئيس أحمد الشرع روسيا التي دمرت سوريا؟ قراءة عقلانية بعيداً عن العواطف
بقلم: أحمد عبدالرحمن
لماذا زار الرئيس أحمد الشرع روسيا التي كانت يوماً طرفاً فاعلاً في تدمير سوريا وقتل شعبها؟ سؤال مشروع، لكنه يحتاج إلى قراءة هادئة وعقلانية بعيداً عن الانفعال والعواطف.
العالم اليوم ما زال محكوماً بقطبين رئيسيين: الولايات المتحدة وروسيا. وبعد الزيارة التي قام بها الشرع إلى واشنطن، يبدو أن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب، خصوصاً في ما يتعلق بلجم إسرائيل أو وضع حدود واضحة لتصرفاتها، وربما طُلب من سوريا ما لا يمكن قبوله.
من هنا، جاء التوجه نحو موسكو كخيار بديل ومتوازن، يتيح لسوريا مساحة أوسع للمناورة السياسية والتحرك الدبلوماسي، خصوصاً في ظل واقع دولي متقلب ومعقد.
📅 تسلسل الأحداث ودلالاته
بعد عودة الشرع من واشنطن مباشرة، توجه وفد من وزارة الدفاع السورية إلى موسكو، واليوم نشهد زيارة الشرع نفسه. هذا التسلسل الزمني السريع يعكس تحركاً منظماً ضمن خطة واضحة المعالم، تهدف إلى تحقيق نتائج عملية، لا الاكتفاء بالشعارات.
⚖️ بين الذاكرة والمصلحة الوطنية
لا أحد من السوريين ينسى ما فعلته روسيا خلال الحرب، لكن السياسة لا تُبنى على الذاكرة وحدها، بل على المصلحة الوطنية العليا. سوريا الجديدة بحاجة إلى استثمار أي فرصة تساعدها على استعادة مكانتها وإعادة بناء مؤسساتها.
الولايات المتحدة ما زالت تتعامل مع المنطقة بعقلية الهيمنة، وتمنح إسرائيل حرية مطلقة دون مساءلة، وهو ما يجعل من الصعب لأي دولة حرة أن ترضخ لمطالبها بالكامل.
🧭 التوازن كخيار استراتيجي
إن توجه الشرع نحو موسكو ليس انحيازاً عاطفياً ولا تنازلاً، بل خطوة براغماتية تهدف إلى إعادة التوازن لسوريا في مرحلة دقيقة من تاريخها. فالدبلوماسية الذكية تبني الجسور لا الجدران، وتستفيد من الجميع دون أن تتنازل عن الثوابت.
📌 خلاصة
سوريا اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة تموضعها السياسي على الساحة الدولية. من الحكمة أن لا نضيعها بالانقسام أو التردد، بل أن نتحرك بوعي وواقعية، فالمصلحة الوطنية يجب أن تبقى فوق كل اعتبار.
#سوريا_الغد #أحمد_الشرع #روسيا #زيارة_الشرع #تحليل_سياسي #سوريا #موسكو #السياسة_الدولية #واشنطن #الكرملين #توازن_القوى #سوريا_الجديدة